أقسام المدونة

الأحد، 21 أبريل 2013

كيف ستكون مصر بعج رحيل الاخوان ؟


الجميع يسال كيف ستوكن مصر فى نهاية عهد الاخوان بعد ان وصل الحال الى مفترق طرق و"اقتربت نهاية عهد الإخوان" عبارة أسمعها وأقرأها في كل مكان، ليس مجرد حديث عن رحيل د.مرسي عن الرئاسة سواء فورًا أو بانتخابات مبكرة، بل حديث عن رحيل الإخوان، عن تصدرهم السلطة، برلمانية كانت أم تنفيذية، تتنوع السيناريوهات المتوقعة بين سقوط مدوٍّ في الانتخابات التشريعية والرئاسية، أو على يد ثورة شعبية صاخبة، أو ثورة جياع طاحنة، أو حتى انقلاب عسكري.. المهم أن كل تيارات المعارضة والمنتمين لها-تقريبا- تتوقع نهاية هذا العهد.

السؤال هو: ماذا بعد؟ لنفرض أن تحققت هذه التوقعات والتكهنات، ماذا لنا أن ننتظر -أو يُنتَظَر منا- بعد ذلك؟ كيف لنا أن نتجنب أن يكون تحقق هذا توجيها للوطن نحو المجهول؟

لاحظوا أن لدى الثائرين على حكم الإخوان خلطا فاحشا بين "الفصيل الحاكم" و"النظام الحاكم".. فبينما يمكن تحديد الأول في جماعة وحزب وأفراد، فإن الثاني يحمل معنى أوسع من ذلك وأعمق، باعتباره مجموعة من الأفكار والقيم والسياسات والتطبيقات المغضوب عليها والتي تغلغلت في شتى قطاعات ومستويات المجتمع.

على المطالِبين بالتغيير إذن أن يعوا هذا ويدركوه، وبالتالي أن تكون لديهم رؤية وخطة لما بعد إسقاط النظام -وليس مجرد الفصيل الحاكم- لا أن تتوقف طموحاتهم على مجرد إسقاطه.. لمواجهة التحديات كالفقر المدقع والفساد المتوحش والسياسات الأمنية القمعية، وتحقيق المطالب الشعبية من أمن وانتظام وتحسين للخدمات وتسهيل للظروف والمتطلبات المعيشية.

لكن للأسف فإن المنادين بمطالب الثورة "عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية" يطرحون أسئلة وقل من يقدم منهم الإجابات، يرفعون المطالب ويهتفون لها دون أن يقدموا لرجل الشارع البسيط الذي يخاطبونه بـ"يا أهالينا انضموا لينا" خطة محترمة أو خارطة طريق على مستوى تطلعاته واحتياجاته، وينقسمون إما لنخب سياسية تطلب منه أن يعطيها ثقته العمياء أو ثوار شارع غاضبون أفضلهم حالا يحمل رؤية هلامية -مثالية في الأغلب- تبدأ بتعليق الفاسدين من عيدان المشانق أو إلقائهم في غياهب السجون، وتَعِد بمجتمع يوتيوبي رائع يتجاور فيه الذئب مع الحمل، وتفيض فيه أنهار اللبن والعسل، ويسبح فيه الشعب في الخيرات.. لكن لا أحد تعطّف على الغلابة بإخبارهم: كيف؟

كيف يصل المواطن للعيش؟ كيف تُضمَن له على تنوع توجهاته الحرية؟ كيف تتحقق وتستقر له العدالة الاجتماعية؟ كيف تُحمَى كرامته الإنسانية؟ ما هي الآليات الجادة لإجابة هذه الأسئلة؟

نحن نُكثر من الحديث عن أن لدينا العقول الفذة والإرادات الصادقة، لدينا بُعد نظر البرادعي وحماسة حمدين ووسطية أبوالفتوح وروح شباب خالد علي، في صفوفنا الاشتراكيون الثوريون بإحساسهم الصادق بالكادحين، حركة"كفاية" بحساسيتها لأي ميل من الحكام للطغيان والاستبداد، ٦ إبريل بعينها الحساسة للفساد، الأولتراس بقوة إرادتهم في مواجهة القمع البوليسي.. حسنا، لدينا كل هذا، فأين توظيفه لوضع خطة عليها القيمة توضح على الأقل أبسط ملامح العهد الذي نَعِد به؟

أين الخطة المحكمة لتطهير القضاء، وإعادة بناء المنظومة الأمنية، وتنمية وتوزيع ثروات مصر بحزم وعدل، وإقامة نظام تعليمي وعلمي راقٍ، و ضمان مستوى خدمات على مستوى احتياجات المواطنين... إلخ؟

إننا إن لم نسارع بالتكاتف للخروج بتلك الرؤية والخطة -مستعينين بأهل الخبرة والكفاءة- فإننا لن نزيد عن أن نكون مجرد بائعي وهم أو حفنة من الحالمين، ولن نختلف عن الإخوان الذين باعوا للشعب الهواء في صورة "مشروع النهضة" المزعوم.. وويلٌ لنا إذن من هذا الشعب الذي فاض به من الوعود التي لا تتحقق، وويلٌ للوطن منا جميعا، إذ نكون قد حققنا فيه نبوءة وتحذير الطاغية المخلوع "أنا أو الفوضى".

المطلوب منا الآن -إلى جانب الحراك الثوري- أن نبدأ في الاستعداد لما بعد إسقاطنا النظام -إن شاء الله- بحيث لا نكرر مأساة إضاعة الوقت وتشتيت الجهد في اختلافات على الرؤى والخطط والتطبيقات، ونترك الفرصة لأي من كان لـ"الركوب" على الثورة.. تحقيق النصر مهم.. ولكن الحفاظ عليه لا يقل أهمية.. وأيا كان شكل النظام الحاكم القادم أو انتماؤه فإن مراهنته للاستمرارية يجب أن تكون على تحقيق مطالب الشعب الذي كَلَّ ومَلَّ من أي كلام "ما بيأكلش عيش".

لنكن نحن الحل العملي إذن والإجابة الصادقة، فإن الأوطان لا ترتقي والتغيير لا يتحقق، والدول لا تقام بمجرد النيات والهتافات والشعارات.